العربية نت:"ربيع الثورات العربية".. يثير نقاشات ساخنة في ندوة بفرنسا

تونس أطلقت شرارة "ثورات الربيع" في العالم العربي























باريس - سعد المسعودي
قبل أن يبدأ موسم الصيف العربي الساخن أرادت وزارة الخارجية
الفرنسية أن تعرف أكثر عن نجاح تجربة شباب تونس ومصر وقامت بتنظيم ندوة عن
"الربيع العربي" ناقشت فيها في 4 جلساتٍ التحديات والآمال التي أثارتها
الثورات العربية وقدمت شخصيات فكرية وسياسية وإعلامية- منها قناة العربية-
مداخلاتها حول ما يجري في المنطقة.

وأوضح السفير الفرنسي في تونس بوريس بوالون لقناة "العربية" أن ثمة أسئلة
كثيرة طرحتها ندوة الربيع العربي عن طريقة ولادة هذه الثورات وماهي ملامح
مستقبلِها وكيف ستؤثر على باقي الدول والدروس المستخلصة من هذه الثورات
وكيف ستكون حال دول المغرب العربي بعد مصر وتونس وليبيا.

من جهتها، قالت البرلمانية المغربية مباركة بوعيده في حديث لقناة "العربية"
إن الربيع العربي بدأ في شمال إفريقيا و في تونس أما نحن في المغرب فنطلق
عليه "الصيف المغربي".

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، الذي يزور تونس الأسبوع المقبل
لدعم ِ اقتصادها، قال إنه لا بد من أن تعمل بلدانُ شمال المتوسط سريعا
بتشجيع الاستثمار بكثافة لمساعدة البلدان التي تشهد مرحلةً ديمقراطية
انتقاليةً لتحسين الوضع الاقتصادي.









وأضاف "الأمر
الوحيد الذي يجب عمله هو الاصلاح السياسي وفرنسا لها سياسة واضحة لما يجري
من جنوب المتوسط إلى الخليج العربي ونحن ندعم تطلعات الشعوب نحو الحرية.

وأوضح أن فرنسا قلقة للغاية من أعمال العنف المستمرة في اليمن وسوريا
ولكنها شددت على أن سياستها في الشرق الأوسط لا تهدف إلى الإطاحة بالحكومات
في المنطقة، موضحا أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل مشاكل المنطقة.

وتابع أن فرنسا ستقف بحزم في مواجهة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في
العالم العربي وستبذل قصارى جهدها لوقفها وان كان لم يخض في تفاصيل.

وقال جوبيه في المؤتمر الذي حمل اسم ربيع العرب و جمع سفراء فرنسا لدى دول
العالم العربي والسفراء العرب لدى فرنسا وأكاديميين من اليمن وسوريا إن
الموقف مثير للقلق في بعض دول العالم العربي بدرجة كبيرة.

ونوه على أن تلك الدول يجب أن تدرك أنه لا يوجد طريق غير الحوار الذي يوصل
لاستجابة واضحة لطموحات شعوبها والحاجة إلى التعبير عن أنفسهم بحرية
كاملة.

وتزعمت فرنسا رد الغرب على الأزمة في ليبيا وتدخلت أيضا في ساحل العاج
الأسبوع الماضي استجابة لطلب من الأمم المتحدة للإسراع بالإطاحة بالرئيس
المنتهية ولايته لوران غباغبو.

وقال جوبيه إن بقاء معمر القذافي في السلطة غير متوافق مع حماية المدنيين
الليبيين وأكد أنه لا يوجد غموض في السياسة الخارجية الفرنسية، وأن هدف هذه
السياسة ليس الإطاحة بالنظم، مضيفا "سياستنا ليست تزعم تغيير النظام".

وعندما سئل إن كانت هناك فرصة لأن تتصاعد الأمور في سوريا قال جوبيه
للصحفيين "توجد مخاطر والوسيلة الوحيدة لمنعها هي القيام بالإصلاح. هناك
حاجة إلى قطع شوط أبعد في سوريا".

وقال جوبيه سنستمر في التحلي بحزم بالغ إزاء الانتهاكات الكبيرة لحقوق
الانسان في العالم العربي، وحسب خطورة الموقف سنستخدم كل السبل المتوفرة
لنا في منعها.

وقال إن الخيارات المتاحة لفرنسا تشمل استخدام العقوبات واللجوء إلى القوة
في الحالات القصوى، لكن بتأييد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مثلما
حدث في ليبيا.

وبحسب مشاركين عرب يبدو أن ندوة "الربيع العربي" بددت المفهوم السائد الذي
يقولُ إن الديمقراطيةَ تصلح ُللغرب فقط ولايمكن ُتطبيقُهُا في مكان آخر،
ولم يخف المشاركون مخاوفَهم من عدم إشراك الشباب الذي له الفضل في تفجير
ثورة الياسمين وميدان التحرير. وطالبت الندوة الدول ُالاوروبية ُبتأهيل
الشباب وتطوير قدراتهم العلمية.